سوسة (تونس) - 18 - 4 (كونا) - دعت الاديبة والباحثة الكويتية الدكتورة فاطمة يوسف العلي هنا اليوم الى تعزيز الاستثمار في القطاعات الثقافية من خلال بعث قنوات ثقافية تعنى بترويج الثقافة الحداثية المسؤولة ونشر قيمها لدعم الابداع الثقافي والفني لدى الانسان العربي عموما والمراة خصوصا.
واكدت الدكتورة العلي في حديث لوكالة الانباء الكويتية (كونا) في ختام اعمال الدورة ال15 ل(مهرجان المبدعات العربيات) على أهمية التصدي لما وصفتها ب"التيارات الساعية الى اغتيال انسانية الانسان" بتكبيل ملكات الابداع الحرة الكامنة فيه.
واوضحت ان الحداثة هي حركة انسانية تؤمن بالمستقبل الانساني وتسعى الى بنائه في اطار الحرية المسؤولة وان الفعل الحداثي للمرأة والرجل على حد سواء كان في مجال المواضعات القيمة او التعبير الفني بمختلف اجناسه هو شاهد على التحول الدائب في الزمن.
وقالت ان "حركة الحداثة ليست تقليدا للآخر بل هي شبيهة ب(سوبرماكت) كوني علينا ان نأخذ منه ما هو مفيد وبناء للانسان وان نترك منه ما هو هدام ومدمر للانسان بروح من المسؤولية وفي اطار احترام قيم مجتمعاتنا وخصوصياتها الدينية والاجتماعية والثقافية والحضارية".
وشددت العلي في السياق ذاته على ان تجليات الحداثة في الواقع العربي تتجاوز دلالات المصطلح ذاته وتتخطى حدوده خلافا لمفهوم الحداثة الذي غالبا ما يكون غير واضح لدى الوعي العام العربي الذي يعتبر عموما ان الحداثة "مفهوما وممارسة" نشأت في العالم الغربي لتكتسب بعدا كونيا.
واشارت الى ان الكويت سبقت العديد من الدول ومنذ عقود طويلة الى الحداثة الواعية والمسؤولة التي مكنت المرأة الكويتية بدستور انساني حضاري وعادل وبقيادة متفتحة ومستنيرة من الابداع والتفوق في شتى المجالات في مصالحة وانسجام كاملين مع الذات والقيم ومقومات الهوية العربية الاسلامية.
واكدت ان ما تحظى به تجربة المرأة الكويتية المبدعة من تقدير واشعاع في المحافل العربية والدولية بما في ذلك ملتقى المبدعات العربيات في تونس "دليل اضافي" على ان هذه التجربة اصبحت نموذجا يحتذى في العالم العربي والعالم عموما.
واشادت العلي في السياق ذاته بالتوصيات الصادرة عن هذه الدورة ال15 للملتقى والتي تبنت عددا من المقترحات التي طرحتها المشاركة الكويتية على الملتقى لاسيما منها الداعية الى مراعاة المبدعة لأفق انتظار المتلقي سواء بالارتكان الى الذائقة الجمالية السائدة او الانخراط في المواضعات النسوية فنية كانت او جمالية.
ودعت الاديبة الكويتية الى مراعاة التفاوت والاختلاف في هامش الحرية التي تتمتع بها المرأة في المجتمعات العربية واسترسال تعرضها الى بعض العوائق والصعوبات "بل احيانا الانتهاكات التي تسعى الى حرمانها من تقرير مصيرها والاصداع برؤاها في مجالات الابداع واحيانا حتى في اخص خصائصها مثل مسألة "الزواج بالقاصرات" التي شددت العلي على ضرورة التصدي لها. 

- وحظيت مشاركة الاديبة والباحثة الكويتية الدكتورة العلي في ملتقى المبدعات العربيات في تونس باهتمام واسع من وسائل الاعلام التونسية المختلفة التي اجرت معها عديد المقابلات الصحفية التي تحدثت فيها عن مسيرة المرأة الكويتية النضالية المظفرة والتي توجت بدخولها البرلمان وعن تجربة المرأة الكويتية المبدعة الرائدة في شتى المجالات.
وابرزت العلي في هذه المقابلات الصحفية بما في ذلك لقناة التلفزيون التونسي الرئيسة (قناة 7) دور الدستور وقيادة الكويت الرشيدة المؤمنة بأن "كرامة الانسان لا تكتمل الا بكرامة الرجل والمرأة معا في أي من مجتمعات الكون" في دفع مسيرة المرأة لتصبح شريكا للرجل في مسيرة التنمية الشاملة المستدامة من أجل رقي الانسان.
وكانت الدورة ال15 لملتقى المبدعات العربيات اختتمت اعمالها في مدينة (سوسة) التونسية الليلة الماضية باشراف وزير التعليم العالي والبحث العلمي التونسي بشير التكاري الذي دعا في كلمته الى العمل على صيانة مكاسب المرأة العربية وتعزيزها والتصدي لمن وصفهم ب"القوى الظلامية"التي تهدد هذه المكاسب وتسعى الى شد حركة الحداثة عموما ومسيرة المرأة "عنوان الحداثة" خصوصا الى الوراء.
وصدرت عن الملتقى سلسلة من التوصيات دعا فيها المشاركون والمشاركات بالخصوص الى مواجهة العوائق والصعوبات "الذاتية والغيرية" التي تحول دائما دون حرية الذات الابداعية لدى المراة العربية والى صيانة كرامتها.
ودعا الملتقى في توصياته الختامية المراة العربية المبدعة في حركة الحداثة الى الانتباه الى "دور التنشئة الاجتماعية في خلق اجيال حرة قادرة على تجاوز المحظورات الموروثة الخاطئة لارساء ثقافة حداثية متجددة في اطار المحافظة على الذات والهوية".
وكانت الاديبة والباحثة الكويتية الدكتور العلي شاركت الى جانب شخصيات نسائية ومبدعات باحثات من 14 دولة عربية في فعاليات هذا الملتقى الذي عقد برعاية رئيسة المنظمة العربية للمرأة حرم الرئيس التونسي السيدة ليلى بن علي وتناول على امتداد ثلاثة ايام موضوع (الحداثة في ابداعات المراة العربية). (النهاية) ن م / ن ب ش كونا181515 جمت ابر 10