كان عام 2001 عاما احتفاليا في الكويت على كافة الأصعدة، فقد تزامن مع الذكرى الأربعين لاستقلال دولة الكويت والذكرى العاشرة لتحريرها ممن حاول طمس هويتها ووأد دورها التنويري العربي، غير أن جهود الكويت الدائمة في دعم الثقافة العربية لا يمكن توريتها أو مجرد التشكيك في ريادتها واليوم ترتدي الكويت أبهى حلة احتفالا باختيارها عام 2001 عاصمة للثقافة العربية. ففي اليوم السادس من شهر يناير بدأت هذه الاحتفالات مع انطلاقة فعاليات مهرجان القرين الثقافي السابع الذي أصبح أحد أبرز المهرجانات الثقافية على الصعيدين المحلي والعربي والكويت بشعبها العربي وكل وزاراتها ومؤسساتها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتربوية وجمعياتها الأهلية وهيئاتها الشعبية قد استعدت أيما استعداد لتكون أرض المحبة والحوار تلتقي فيها ألوان الثقافة العربية حيث تعددت وتنوعت العروض الثقافية التي تعكس التراث العربي الكويتي بدءا بالفنون الشعبية بما تزخر به من فنون البادية وفنون البحر وكذلك ما تبدعه حركة الفنون التشكيلية والحركة المسرحية المتأصلة وما يجود به المثقفون والمبدعون من أبناء الكويت. والحقيقة أن هذه الاستعدادات قد انطلقت منذ أشهر طويلة قبل بدء الاحتفالات حين أصدر مجلس الوزراء بتاريخ 31 أكتوبر 1999 قرارا بتشكيل اللجنة الوطنية العليا للاحتفال بمدينة الكويت عاصمة للثقافة العربية 2001 برئاسة سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء وقد تم تكليف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمباشرة العمل مع الجهات ذات العلاقة لوضع التصورات اللازمة للاحتفال بهذه المناسبة بالشكل الذي يليق بها. ومن المعلوم أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي تم إنشاؤه عام 1974 قد كان خير رافد للنشاط الثقافي في الكويت الذي انعكست فوائده على الثقافة العربية بوجه عام حسب شهادة الجميع فالمجلس يعمل على تنمية الإنتاج الفكري وإثرائه وتوفير المناخ المناسب للإنتاج الأدبي والفني وصيانة التراث ودراسته عمليا وإنشاء المكتبات العامة التي بلغ عددها 26 مكتبة عامة ثرية بما تكتنزه من كتب ومجلدات ومخطوطات نفيسة. وهو ما يحيلنا إلى المعرض السنوي للكتاب العربي الذي أصبح يعد أحد أكبر معارض الكتاب في الوطني العربي والجديد أنه بمناسبة الاحتفال بالكويت عاصمة للثقافة العربية تم إقامة المعرض الدائم للكتاب في الكويت ليكون قبلة القارئ على مدار العام. ومن الجدير أن نذكر أن الأنشطة والبرمجة الثقافية ليست حكرا على المؤسسات الحكومية، فالكويت تزخر بالجمعيات الأهلية والخاصة الناشطة في الحقل الثقافي في مختلف مجالاته ودون الحصر يمكن أن نشير إلى دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع ومؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري وغيرها كثيرة. كما أن أرض الكويت غنية بمتاحفها التي تصون تراث الكويت وآثاره ومنها إلى جانب متحف الكويت الوطني ودار الآثار الإسلامية نشير إلى بيت البدر التي تعد رمزا للتراث المعماري الكويتي القديم، وكذلك بيت السدو الذي يجتهد في الحفاظ على الصناعات اليدوية التقليدية وأيضا بيت لوذان الذي يعمل على الارتقاء بالفنون الجميلة والحرف اليدوية فضلا عن مركز الفنون الشعبية والقصر الأحمر ومتحف طارق رجب وغيرها. أما بالنسبة إلى حركة النشر فإن دور الكويت في النهوض بالحركة الفكرية والثقافية العربية عبر إصدار عدد كبير من الدوريات الثقافية هو أمر لا يخفى على أي مثقف عربي فبمناسبة الاحتفال بالكويت عاصمة للثقافة العربية أصدر المجلس الوطني للثقافة "جريدة الفنون" وهي دورية شاملة ومتابعة لكل مجالات الثقافة والفنون، أما بالنسبة إلى الدوريات الكويتية الثقافية الأخرى فمن من القراء العرب لم تمتد أنظاره إلى مجلة العربي التي نحتت لنفسها مكانة حميمة لدى قرائها العرب أينما كانوا منذ إصدارها قبل قرابة نصف قرن، وإلى جانب العربي تعددت المجلات والدوريات الكويتية الأخرى فكان هدفها منذ تأسيسها ولا يزال إثراء الثقافة العربية والمحافظة عليها وتنميتها. في هذا المضمار يمكن أن نذكر أيضا سلسلة عالم المعرفة التي فتحت للمثقفين والباحثين والمترجمين العرب آفاقا رحبة لتحقيق تطلعاتهم الفكرية والإبداعية والإسهام في إنارة القارئ العربي قدر المستطاع. كما بالإمكان أن نذكر كذلك دوريات أخرى مثل سلسلة إبداعات عالمية ومجلة الكويت والثقافة العالمية وسلسلة التراث العربي وغيرها كثير...
|
---|