الكويت – تونس : مثال ريادي للتعاون العربي

تعود علاقات التعاون الثنائي بين الكويت وتونس إلى بداية الستينات حيث أصبحت اليوم تعد مثالا يحتذى على صعيد التعاون الثنائي بين الدول العربية. ولا غرابة في ذلك ما دام البلدان يعرفان عربيا ودوليا بحرصيهما على انتهاج توجهات سياسية واقعية ومعتدلة في مختلف المجالات سواء السياسية منها أو الاقتصادية أو الثقافية...

آفاق واعدة للتعاون الاقتصادي: 

لقد آمنت الكويت بأهمية التعاون الاقتصادي في تفعيل العلاقات الوطيدة التي تجمعها بتونس فجسدت ذلك بالمشاركة في جهودها التنموية في شتى القطاعات الحيوية، وعلى هذا الأساس بادر الصندوق الكويتي للتنمية العربية عند تأسيسه في بداية الستينات بتخصيص أول قرض يعتمده لتونس وقد تواصل هذا التعاون المثمر سواء في شكل منح وتبرعات أو قروض ميسرة أو استثمارات مباشرة في المجالات الاقتصادية والخدمات الاجتماعية، ويكفي أن نذكر بعض المجالات التي شملتها قروض الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في تونس حتى نقف على الأولوية التي تعطيها دولة الكويت لدفع هذه العلاقات المتميزة، فقد دعمت هذه الاتفاقيات التي يناهز عددها الثلاثين برامج التنمية الزراعية والصناعية وقطاع الكهرباء والماء والموانئ والمطارات وتطوير المناجم والطرق البرية والسكك الحديدية والسدود والجسور وغيرها من المشاريع الكبرى فضلا عن الحضور الاستثماري الكويتي الضخم في القطاعات المالية وقطاع الطاقة والسياحة التي أصبحت تتبوأ مكانة ريادية في النسيج الاقتصادي في تونس حتى وصفها الوزير الأول التونسي السيد محمد الغنوشي حين كان وزيرا للتعاون الدولي والاستثمار الخارجي بكونها تجربة رائدة وناجحة يمكن البناء عليها نظرا إلى ما توفره المشروعات الاستثمارية الكويتية من منتوج سياحي جيد ونموذجي في الداخل والخارج وقد شهدت علاقات التعاون الثنائي خلال السنوات الأخيرة انتعاشة كبيرة وحسب تصريحات المسؤولين في كلا البلدين فإنه يتم حاليا إجراء عدد من الدراسات الفنية لمشاريع تنموية كبرى ينتظر قريبا إبرام اتفاقات رسمية بشأنها وإقامتها في تونس.

فندق أبو نواس - تونس

التعاون الثقافي: 

أصبح للكويت طيلة السنوات الماضية وقعها المألوف والبارز في معظم المحافل الثقافية الكبرى التي تقام في تونس ولا شك أن التبادل الثقافي بين البلدين قد شهد تحولا نوعيا وكميا جديرا بالتنويه منذ توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الثقافي بين الكويت وتونس في سبتمبر 1998 وقد نجحت فعلا في تجسيم مبدإ تكثيف التبادل الثقافي والتواصل بين المبدعين الكويتيين والتونسيين والمشاركة المنتظمة في كافة المناسبات الثقافية التي تقام في البلدين الشقيقين وتبادل الخبرات والدورات التدريبية في هذا المجال.

لقد أصبح للعلاقات الكويتية التونسية بعد استراتيجي يجسم تطورها الإيجابي المتصاعد سواء على المستوى الرسمي أو الأهلي ويجعلها تنظر إلى المستقبل بكل تفاؤل وتضامن وعزم مشترك على مواجهة التحديات المتزايدة للقرن الجديد.

إقرأ أيضا: المشاريع التي موّللها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في تونس

أعلى الصفحة