ندوة اعلامية في تونس تبرز عامل الحرية والاستقلالية في تطور المشهد الكويتي

 
مدير المكتب الاعلامى الكويتى بتونس خالد الخلفان يقدم هدية تذكارية لعميد كلية الصحافة وعلوم الاخبار بتونس محمد حمدان. الاستاذ المحاضر في قسم الاعلام بجامعة الكويت الدكتور يوسف الفيلكاوي أثناء الندوة جانب من الحضور فى الندوة 
   
  قبال كبير من الطلبة على الكتب والمواد الاعلامية الكويتية المعروضة فى كلية الصحافة وعلوم الاخبار بتونس  

 

ندوة اعلامية في تونس تبرز عامل الحرية والاستقلالية في تطور المشهد الكويتي

ندوة اعلامية في تونس تبرز عامل الحرية والاستقلالية في تطور المشهد الكويتي
- اجمعت شخصيات عدة هنا اليوم على ان عنصر الحرية والاستقلالية كان ولا يزال العامل الحاسم الذي ميز المشهد الاعلامي الكويتي سواء المكتوب او السمعي او المرئيوانه لعب الدور الاساسي في تطوره والنهوض به.
جاء هذا في كملة المشاركين من مفكرين واساتذة جامعيين في ندوة اقامها المكتب الاعلامي الكويتي بالتعاون مع كلية الصحافة وعلوم الاخبار التونسية حول (واقع الاعلام السمعي والبصري العربي).
واوضح الاستاذ المحاضر في قسم الاعلام بجامعة الكويت الدكتور يوسف الفيلكاوي في مداخلة القاها في الندوة بعنوان (واقع الاعلام السمعي البصري في الكويت والخليج العربي) ان الاعلام الكويتي ازدهر على اساس رافدين اساسيين يتمثلان في اصدار التشريعات الصحافية المتطورة وضمان حرية الصحافة والتعبير التي جعلت من دولة الكويت تتبوأ المرتبة الاولى في هذا المجال بين الدول العربية والدول النامية بشكل عام.
وتطرق الدكتور الفيلكاوي في هذا السياق ايضا الى دور التميز الثقافي والاهتمام الرسمي من خلال دعم المؤسسات التعليمية والثقافية داخل الكويت وخارجها واحتضان العلماء والادباء منذ تاسيس الكويت في العام 1613 ميلاديا في ترسيخ الاهتمام بالناحية الاعلامية والصحافة وارتباط اسم الكويت بالثقافة والاعلام الديمقراطي الحر.
واوضح ان هذا التطور في المشهد الاعلامي ادى الى حصول الكويت على مراكز اعلامية متقدمة في العديد من الفعاليات والملتقيات والمهرجانات حيث قامت دولة الكويت بتشجيع الاعلاميين وخلق فرصة للشباب بتطوير وصقل مواهبهم وابداعاتهم الاعلامية منذ الصغر.
واستعرض النهضة الاعلامية في الكويت ودول الخليج العربية الاخرى لاسيما في قطاع الاعلام السمعي البصري مشيرا الى ان دولة الكويت تعتبر من الدول الرائدة في مجال الانتاج البرامجي من خلال تاسيس مؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي في الكويت وامتلاك اكثر من 334 شركة انتاج.
وعزا تطور هذا القطاع خلال السنوات الاخيرة بالدرجة الاولى الى تطور طاقة الانتاج الدرامي وقاعدته الصناعية وبروز كفاءات ومواهب في شتى اختصاصات الفن التلفزيوني اضافة الى ظهور انماط جديدة من البرامج اثرت الانتاج التلفزيوني. وتناول الخبير الاعلامي الكويتي الفيلكاوي ظاهرة ازدهار فتح القنوات الفضائية الكويتية (نحو 25 قناة حاليا) والعربية (نحو 183) طبقا لاتحاد اذاعات الدول العربية مؤكدا ان الشروط المادية والتكنولوجية "لم تعد عائقا" لتشغيل مثل هذه القنوات الدعائية الخاصة لصحف او مجموعات او افراد.
واوضح بهذا الصدد ان المشكلة الرئيسية تتمثل في البرمجة الصحيحة والجمهور المستهدف والقدرة على المنافسة والاستمرارية في المشهد الاعلامي المتحرك والمتطور بسرعة وبتباين يحكمه تباين الانظمة السياسية والثقافية والاجتماعية في البلدان العربية.
من جانبه شدد الاستاذ الجامعي والباحث في مجال الاعلام التونسي عبدالقادر بن الشيخ على ضرورة توضيح الخطاب التلفزيوني والاذاعي باعتباره "نتاجا اجتماعيا وثقافيا وسياسيا يختلف من بلد الى اخر واداة للتبليغ والتخاطب مع غير المحلي والعربي والدولي".(يتبع) ورفض بن الشيخ الحديث عن "ازمة في المشهد الاعلامي العربي بسبب تنامي القنوات الفضائية" مشيرا الى ان الجمهور المتلقي لا يشتكي من هذه القنوات بحكم غياب الاعلام النقدي وانه لن تصمد من هذه القنوات الجديدة سوى القنوات القوية التي سيكون لها جمهورها ومشاهدوها على المدى المتوسط والبعيد.
وابرز الاعلامي التونسي رئيس تحرير مجلة الملاحظ بوبكر الصغير في مداخلته ايضا ما يميز المشهد الاعلامي الكويتي المكتوب والمسموع والمرئي من حرية صحافة وتقاليد ديمقراطية عريقة جعلت الصحافة الكويتية مدرسة ومنارة لعديد الاعلاميين العرب.
من ناحيته اكد عميد كلية الصحافة وعلوم الاخبار التونسي محمد حمدان الذي تولى تنشيط هذه الندوة بحضور مدير المكتب الاعلامي الكويتي بتونس خالد الخلفان والملحق الاعلامي عصام شهاب وعدد كبير من الاكاديميين والطلبة ورجال الفكر والثقافة والاعلام ان "الكويت تتمتع بدور ريادي وعريق في تقاليد حرية الصحافة والتعبير ونشر الثقافة وطنيا وعربيا ودوليا".
واكد حمدان ضرورة وضع ضوابط لاحكام الفلتان الاعلامي وضمان الحد الادنى من القيم والشروط المهنية التي تحكم انتشار القنوات الفضائية العربية من القطاع الخاص.
وتوجه حمدان في هذا السياق بالشكر الى المكتب الاعلامي الكويتي بتونس على جهوده الرامية من خلال تنظيم مثل هذه التظاهرات المشتركة الى تعزيز اواصر التواصل والتبادل الاعلامي والعلمي والاكاديمي ايضا بين كلية الصحافة وعلوم الاخبار في تونس وقسم الاعلام بجامعة الكويت.
واقترح الاستاذ عبدالكريم الحزاوي في هذا السياق ابرام اتفاقية عربية "ولو غير ملزمة" على غرار الاتفاقية الاوروبية ذات الصلة تحدد الحد الادنى المطلوب من مثل هذه الضوابط والشروط لاطلاق القنوات الفضائية لاسيما الدعائية الخاصة للافراد والمجموعات.
من جانبه أكد مدير المكتب الاعلامي الكويتي بتونس الخلفان ان ندوة واقع الاعلام السمعي البصري العربي جاءت "تتويجا لجهود المكتب الإعلامي في ربط الصلة بين الأكاديميين في تونس والكويت وخاصة في مجال الإعلام مستفيدا بذلك من شبكة العلاقات الواسعة والمميزة التي اكتسبها المكتب في الساحة التونسية خلال السنوات الأخيرة".
وقال في كلمة بهذه المناسبة ان الاعلام الكويتي بشكل عام مشهود له على الصعيدين العربي والدولي بمدى الصراحة والجرأة الاعلامية التي يسلكها نظرا الى ما ينعم به من حرية في الرأي والتعبير "وبما يدعونا الى ابراز مميزات الاعلام الكويتي وخصائصه على نطاق واسع".
وأضاف الخلفان ان وزارة الاعلام قد دعمت هذه المبادرة وخاصة من خلال توجيهات وكيل الوزارة الشيخ فيصل المالك الصباح للمكتب الاعلامي بأهمية تعزيز التعاون الاعلامي مع الفعاليات الأكاديمية والفكرية في الساحة التونسية والحرص على بذل المزيد من الجهود بهدف تحقيق الانفتاح المنشود للاعلام الخارجي الكويتي على مختلف الجهات الاعلامية والثقافية في تونس.
يذكر أن وزارة الاعلام ممثلة بالمكتب الاعلامي في سفارة الكويت في تونس دعت خلال العام الماضي وفدا من أساتذة وطلبة معهد الصحافة وعلوم الإخبار الى زيارة الكويت للاطلاع على المشهد الاعلامي الكويتي بمختلف مجالاته ومؤسساته.
وكان المكتب الاعلامي الكويتي قد اقام في بهو كلية الصحافة والاعلام بتونس معرضا مصغرا للكتاب تم خلالها توزيع العديد من المواد الاعلامية والكتب الوثائقية عن نهضة الكويت في شتى المجالات والتي لقيت اقبالا كبيرا من جانب الطلبة وطاقم التدريس في الكلية.
وتولى مدير المكتب الخلفان بهذه المناسبة تقديم هدية تذكارية لعميد الكلية حمدان وتسليم شهادات شكر وتقدير للمشاركين في الندوة ومن بينهم ايضا الاعلامي سفيان بن حميدة والاعلامية التونسية فاطمة عزوز لما بذلوه من جهد من اجل انجاح هذه التظاهرة الاعلامية الثقافية في تونس.

 

أعلى الصفحة